تواصل السينما العربية مسار صعودها اللافت الذي ترسّخ خلال السنوات القليلة الماضية، عبر مجموعة من أبرز الأعمال السينمائية القادمة من مختلف الأقطار العربية، والتي جابت المهرجانات والمحافل الدولية الكبرى، وحصدت جوائز مرموقة، إلى جانب ما حققته من صدى نقدي وجماهيري واسع على المستويين العربي والعالمي. في هذا التقرير، نستعرض مجموعة من أهم وأفضل الإنتاجات السينمائية العربية لعام 2025، التي تعكس تنوع التجارب الإبداعية وثراء الرؤى الفنية في المشهد السينمائي العربي المعاصر. كما ننوه عن بعض الأعمال التي حققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا هذا العام.
1- صوت هند رجب - The Voice of Hind Rajab
في عام 2025، كانت المخرجة التونسية كوثر بن هنية، صاحبة ترشيحين سابقين لجائزة الأوسكار، على موعد مع إنجاز سينمائي جديد عبر فيلمها الأحدث «صوت هند رجب»، الذي يوثّق اللحظات الأخيرة في حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قُتلت على يد قوات الاحتلال الصهيوني في غزة، في واقعة هزّت الرأي العام العالمي وجرت على مرأى ومسمع من العالم. يتعامل الفيلم مع الحدث بوصفه شهادة إنسانية وسياسية في آن واحد، مستندًا إلى مقاربة سينمائية مباشرة تكشف فداحة العنف وعجز المجتمع الدولي عن حماية المدنيين.
شارك الفيلم في المسابقة الرسمية للدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، حيث فاز بـجائزة الأسد الفضي «جائزة لجنة التحكيم الكبرى»، إلى جانب عدد من الجوائز الموازية، مؤكّدًا المكانة الدولية المتصاعدة لبن هنية. كما واصل الفيلم حضوره العالمي من خلال عروض في مهرجانات كبرى، من بينها مهرجان لندن السينمائي ومهرجان سان سيباستيان السينمائي. وعلى صعيد الجوائز العالمية، رُشّح الفيلم لـجائزة الجولدن جلوب، ووصل إلى القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار، في انتظار الإعلان عن الترشيحات النهائية.
تمتلك كوثر بن هنية سجلًا سينمائيًا حافلًا بالنجاحات الدولية، إذ سبق أن رُشّح فيلمان من أعمالها لجائزة الأوسكار هما «الرجل الذي باع ظهره» و«بنات ألفة»، الذي فاز بدوره بـجائزة أفضل فيلم وثائقي من مهرجان كان السينمائي، ما يكرّس حضورها كإحدى أبرز الأصوات العربية في السينما العالمية المعاصرة.
2- مملكة القصب - The President’s Cake
يُعد فيلم «مملكة القصب»، المعروف دوليًا باسم «كعكة الرئيس»، العمل الروائي الطويل الأول للمخرج العراقي حسن هادي، وقد سجل انطلاقة لافتة من خلال مشاركته في قسم نصف شهر المخرجين ضمن مهرجان كان السينمائي هذا العام، حيث حصد جائزتي الجمهور والكاميرا الذهبية، في إنجاز استثنائي للسينما العراقية. وواصل الفيلم رحلته الدولية عبر عروض في مهرجانات بارزة من بينها مهرجان سان سيباستيان السينمائي ومهرجان زيورخ السينمائي، قبل أن يصل إلى القائمة القصيرة لترشيحات جائزة الأوسكار العالمية، مؤكدًا حضوره كأحد أبرز الاكتشافات السينمائية العربية في 2025.
تدور أحداث الفيلم في العراق خلال تسعينيات القرن الماضي، حول الطفلة لميا، البالغة من العمر تسع سنوات، والتي تُختار بشكل غير متوقع لخبز كعكة عيد ميلاد الرئيس صدام حسين، في إطار طقس قسري كان مفروضًا على مدارس البلاد آنذاك. وبينما تعاني أسرتها من شحّ الغذاء تحت وطأة الحصار والنظام القمعي، تنطلق لميا في رحلة هادئة ومليئة بالتحديات لجمع مكونات الكعكة، رحلة صغيرة في ظاهرها، لكنها تكشف بعمق عن هشاشة الحياة اليومية، وقسوة السلطة، وقدرة الطفولة على المقاومة بالصبر والإصرار.
3- القصص - The Stories
«القصص» هو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرج المصري أبو بكر شوقي، بعد نجاحه اللافت في عمله الأول «يوم الدين» الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 2018 ولاقى إشادة نقدية وجماهيرية واسعة، قبل أن يخرج الفيلم السعودي «هجان» في العام الماضي. يقدم شوقي في هذا العمل دفعة جديدة في تجربته الإخراجية عبر سرد درامي مستوحى من تاريخ عائلته، حيث يصطحب المشاهد في رحلة زمنية تمتد بين عقدي الستينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وتتركز الحكاية حول عازف بيانو مصري طموح يخطط للسفر إلى فيينا بعد مراسلات بريدية مع صديقته النمساوية؛ وهو صراع بين الحلم والقيود الاجتماعية والشخصية في زمن مضطرب.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان ليالي تالين السوداء السينمائي في إستونيا، حيث لفت الانتباه ضمن برنامج المسابقة الرسمية، قبل أن يحتفل بعرضه العربي الأول في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته السادسة والثلاثين بتونس، أحد أعرق المهرجانات في المنطقة، حيث تُوّج بجائزة التانيت الذهبي كأفضل فيلم روائي طويل.
الفيلم من بطولة نيللي كريم وأمير المصري وكريم قاسم وصبري فواز، إلى جانب مجموعة من الوجوه السينمائية البارزة، وهو إخراج وتأليف أبو بكر شوقي نفسه. وقد شارك الفيلم أيضًا في المسابقة الرسمية للدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي مطلع الشهر الجاري.
4- يونان - Yunan
انطلقت رحلة فيلم «يونان»، الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج السوري أمير فخر الدين، مطلع عام 2025، حيث شارك في المسابقة الرسمية للدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي، مسجلًا حضورًا لافتًا ضمن أحد أهم محافل السينما العالمية. وواصل الفيلم مسيرته الدولية من خلال مشاركته في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي، حيث تُوِّج بـجائزتي أفضل ممثل للممثل والمخرج اللبناني جورج خباز عن أدائه لدور البطولة، وأفضل ممثلة للألمانية هانا شغولا.
يتناول «يونان» رحلة كاتب مغترب يقرر الانسحاب إلى جزيرة نائية في بحر الشمال، في تجربة عزلة تقوده إلى إعادة اكتشاف ذاته ومواجهة أسئلة الفقد والانتماء والذاكرة، قبل أن يعيد تشكيل نظرته إلى العالم والعلاقة مع المكان والهوية.
يعتمد الفيلم على إيقاع تأملي وبناء بصري هادئ، يمنح المساحة الكاملة للصراع الداخلي للشخصية، ويعكس حساسية إنسانية واضحة في معالجة الاغتراب الوجودي.
أمير فخر الدين كاتب ومخرج سينمائي سوري مقيم في هامبورغ بألمانيا، وُلد في كييف عام 1991 لأبوين سوريين من هضبة الجولان المحتلة. لفت الأنظار عالميًا بفيلمه الروائي الطويل الأول «الغريب»، الذي عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام 2021، حيث فاز بـجائزة Edipo Re، قبل أن يحصد عددًا من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم ضمن مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم عربي في دورته الثالثة والأربعين.
5- الحياة بعد سهام - Life After Siham
«الحياة بعد سهام» هو فيلم وثائقي مصري من إخراج نمير عبد المسيح، شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة ACID، قبل أن يحظى بعرضه العربي الأول في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، حيث فاز بـجائزة نجمة الجونة الفضية لأفضل فيلم وثائقي، إلى جانب جائزة أفضل فيلم وثائقي عربي، مؤكّدًا حضوره كأحد أبرز الأعمال الوثائقية العربية في عام 2025.
يتناول الفيلم ثيمة الفقد بوصفها تجربة إنسانية مركبة، إذ يعالج المخرج مشاعره الشخصية تجاه رحيل والدته سهام بعد صراع مع مرض السرطان. ومن خلال رحلة ذاتية حميمة، يغوص نمير عبد المسيح في تاريخ عائلته الممتد بين مصر وفرنسا، محاولًا تفكيك ديناميكيات العلاقات العائلية عبر استعادة قصة زواج والديه، ثم هجرتهما إلى فرنسا، وصولًا إلى الجذور العائلية في صعيد مصر. يعتمد الفيلم على أسلوب بصري وسردي شديد الخصوصية، يستعين فيه بمقاطع من أفلام المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، في تداخل واعٍ بين الذاكرة السينمائية والذاكرة الشخصية، كما يفسح مساحة للتعبير البصري عن السياقين التاريخي والاجتماعي اللذين تشكّلت في ظلهما علاقة الأبوين، ليقدّم فيلمًا يتجاوز السيرة الذاتية نحو تأمل أوسع في الذاكرة والحب والفقد.
6- اللي باقي منك - All That's Left of You
أحدث أفلام المخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، «اللي باقي منك»، شهد عرضه العالمي الأول ضمن الدورة الحادية والأربعين من مهرجان صندانس السينمائي، أحد أهم منصات السينما المستقلة عالميًا، قبل أن ينطلق في جولة مهرجانية دولية لافتة شملت عددًا من المحافل السينمائية الكبرى، من بينها مهرجان سالونيك السينمائي الدولي، حيث فاز بـجائزة الجمهور، كما وصل الفيلم إلى القائمة القصيرة في ترشيحات جائزة الأوسكار العالمية لعام 2025.
يقدم الفيلم دراما تاريخية ملحمية ترسم ملامح حكاية عائلة فلسطينية، تُكثَّف دراميًا في لحظة مواجهة شاب فلسطيني لجنود إسرائيليين خلال احتجاج في الضفة الغربية. ومن خلال صوت والدته، يستعيد الفيلم سلسلة من الأحداث المفصلية التي قادت إلى تلك اللحظة المصيرية، بدءًا من التهجير القسري للجد من مدينة يافا عام 1948، مرورًا بتراكمات الفقد والاقتلاع والعنف الموروث عبر الأجيال. يعتمد الفيلم على بنية سردية تستحضر الذاكرة بوصفها أداة مقاومة، ويوازن بين الحميمي والتاريخي في آن واحد.
شيرين دعيبس مخرجة وكاتبة سيناريو ومنتجة أمريكية-فلسطينية، حظيت أعمالها بإشادة نقدية وجماهيرية واسعة، ونالت عنها العديد من الجوائز. قدمت فيلمها الروائي الطويل الأول «أميركا» عام 2009، الذي شارك في قسم نصف شهر المخرجين بمهرجان كان السينمائي، وفاز بـجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI). كما عُرضت أفلامها في مهرجانات كبرى مثل فينيسيا وصندانس وشانغهاي، ورُشحت عام 2022 لـجائزة الإيمي عن إخراجها لإحدى حلقات المسلسل الأمريكي الشهير Only Murders in the Building.
7- فلسطين ٣٦ - Palestine 36
في عام 2025، تعود المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، الحائزة على العديد من الجوائز وصاحبة الأفلام البارزة «واجب» و«ملح هذا البحر»، إلى دائرة الضوء في المحافل السينمائية الدولية من خلال أحدث أعمالها الروائية «فلسطين 36». يقدم الفيلم دراما تاريخية تتناول الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الحكم الاستعماري البريطاني والمستوطنين اليهود، مستعيدًا لحظة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، ومقاربًا إياها من منظور إنساني وسياسي يتجاوز السرديات التقليدية.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، قبل أن يُعرض في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي، حيث تُوِّج بـالجائزة الكبرى. ومؤخرًا، وصل الفيلم إلى القائمة القصيرة لترشيحات جائزة الأوسكار العالمية، ليعزز موقعه كأحد أبرز الأفلام العربية في الموسم السينمائي العالمي. يضم الفيلم نخبة من نجوم السينما العربية، من بينهم ياسمين المصري وظافر العابدين وصالح بكري وهيام عباس، إلى جانب عدد من الوجوه البارزة، في عمل يعتمد على بناء شخصيات جماعي يعكس تشابك المصائر الفردية مع السياق التاريخي العام.
تُعد آن ماري جاسر واحدة من أهم الأصوات في السينما الفلسطينية المعاصرة، وقد حققت حضورًا عالميًا لافتًا من خلال أفلامها التي عُرضت في كبرى المهرجانات السينمائية الدولية، من بينها كان وبرلين وفينيسيا ولوكارنو وروتردام وتورنتو، مؤكدة مكانتها كمخرجة تمتلك مشروعًا سينمائيًا متكاملًا يتقاطع فيه الشخصي مع السياسي والتاريخي.
8- عائشة لا تستطيع الطيران - Aisha Can’t Fly Away
بعد أربعة أفلام قصيرة خاضت رحلة موفقة في كبرى المهرجانات السينمائية حول العالم، هي حنة ورد (2020)، وما لا نعرفه عن مريم (2021)، وخديجة (2022)، وعيسى (2024) — والتي عُرضت جميعها في مهرجان كليرمون-فيران الدولي للأفلام القصيرة — يأتي الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج مراد مصطفى «عائشة لا تستطيع الطيران». وكان فيلم عيسى قد شارك في مسابقة أسبوع النقاد بالدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، حيث حصد جائزتي الجمهور والرايل الذهبية، مؤكدًا الحضور المتصاعد للمخرج على الساحة الدولية. هذا المسار التصاعدي تُوِّج بالعرض العالمي الأول لفيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» في قسم نظرة ما ضمن الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، ليشكّل خطوة مفصلية في مسيرة أحد أبرز الأصوات الجديدة في السينما المصرية المعاصرة.
يروي الفيلم قصة عائشة، مهاجرة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا، تقيم في حي عين شمس بالقاهرة وتعمل كعاملة رعاية صحية، حيث يضعها الفيلم في قلب شبكة معقدة من التوترات الاجتماعية والاقتصادية داخل مجتمع مأزوم يضم مصريين ومهاجرين أفارقة على السواء. يعتمد الفيلم على تصوير بصري حاد يزاوج بين الواقعية القاسية والتوتر النفسي المتصاعد، كاشفًا عن هشاشة العلاقات الإنسانية وحدود العنف الكامن في الحياة اليومية. وقد أثار الفيلم جدلًا واسعًا عقب تسريب نسخة مقرصنة منه عبر المواقع الإلكترونية، لا سيما بسبب ما يتضمنه من مشاهد صادمة وقاسية تصوّر مستويات عالية من العنف، إلى جانب حوار مباشر ينقل لغة الشارع الشعبي دون أي تلطيف أو تنقية، بما في ذلك الألفاظ الجارحة والشتائم الحادة، وهو ما انقسمت حوله الآراء بين من اعتبره خيارًا فنيًا واعيًا ومن رآه استفزازيًا ومبالغًا فيه.
9- كان ياما كان في غزة - Once Upon a Time in Gaza
يُعد فيلم «كان ياما كان في غزة» واحدًا من أنجح الأفلام العربية في عام 2025، وهو من إخراج الشقيقين عرب وطرزان ناصر. شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في قسم نظرة ما ضمن الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، حيث نال جائزة أفضل إخراج، مؤكّدًا مكانة المخرجين كأحد أبرز الأصوات الفلسطينية المعاصرة في السينما العالمية. كما سجّل الفيلم عرضه العربي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتُوّج بثلاث جوائز رئيسية هي جائزة الهرم الفضي لأفضل إخراج، وجائزة أفضل فيلم عربي طويل، وجائزة أفضل ممثل التي حصل عليها مجد عيد عن دوره في الفيلم. وقد حظي العمل بإشادة نقدية واسعة، خاصة لأسلوبه البصري المتماسك ورؤيته السينمائية القادرة على تقديم صورة إنسانية ومركبة عن غزة، بعيدًا عن التناول النمطي، في ظل واقع بالغ القسوة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
يروي الفيلم قصة صديقين يعيشان في قطاع غزة؛ يحيى، طالب جامعي يسعى إلى لمّ شمله بأسرته المقيمة في الضفة الغربية لكنه يفشل في الحصول على تصريح أمني، ويعمل في مطعم متواضع يملكه صديقه أسامة، الذي يجد نفسه متورطًا في تهريب الحبوب المخدرة عبر وصفات طبية مسروقة. تأخذ حياة يحيى منعطفًا حادًا عقب مقتل أسامة على يد شرطي فاسد، لتبدأ رحلة مواجهة قاسية مع العنف والفساد والاختناق اليومي الذي يطبع الحياة في القطاع.
يُذكر أن عرب وطرزان ناصر توأمان من قطاع غزة، درسا الفن وحققا حضورًا دوليًا لافتًا من خلال أفلامهما القصيرة والروائية، التي عُرضت في كبرى المهرجانات السينمائية العالمية، من بينها مهرجان كان السينمائي الذي استضاف ثلاثة من أفلامهما، إلى جانب مهرجانات فينيسيا وتورنتو وسالونيك وغيرها.
10- المستعمرة - The Settlement
يُعد هذا الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج المصري محمد رشاد، وقد شهد عرضه العالمي الأول ضمن الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي في القسم المستحدث «وجهات نظر»، قبل أن ينطلق في جولة من العروض الدولية بعدد من المهرجانات السينمائية. وسجّل الفيلم عرضه العربي الأول في مهرجان الجونة السينمائي، حيث تُوِّج بـجائزة نجمة الجونة البرونزية.
يستلهم الفيلم أحداثه من قصة حقيقية، تتمحور حول عامل يلقى مصرعه متأثرًا بإصابة تعرض لها داخل أحد المصانع الواقعة في منطقة نائية بمحافظة الإسكندرية يطلق عليها «المستعمرة». عقب الوفاة، تعرض إدارة المصنع على نجلي العامل تسوية غير معلنة تقضي بإلحاقهما بالعمل مقابل عدم الخوض في ملابسات الحادث. تمنح هذه الصفقة الابن الأكبر فرصة للهروب من ماضٍ إجرامي وملاحقات أمنية، سعيًا إلى بدء حياة كريمة له ولأسرته، المكوّنة من شقيقه الأصغر ووالدته، بعدما أصبح العائل الوحيد للأسرة.
ومن خلال هذا المسار الدرامي، يطرح الفيلم أسئلة حادة حول العدالة الاجتماعية، واستغلال السلطة الاقتصادية، وحدود الاختيار في واقع يفرض تسوياته القاسية على الفئات الأكثر هشاشة.
أفلام تستحق التنويه:
11- هجرة - Hijra
12- مع حسن في غزة - with Hassan in Gaza
13- سيكو سيكو - Siko Siko
14- ٦ أيام - 6 days
15- السادة الأفاضل